تقييم مساهمة سدود المد والجزر الحجرية في حماية التنوع البيولوجي الثقافي

ومما لا شك فيه أن سدود المد والجزر الحجرية تساهم في التنوع البيولوجي البحري، وبالمقارنة مع مناطق المد والجزر التي لا توجد بها سدود مد وجزر حجرية، فإن تلك التي بها سدود مد وجزر حجرية تستضيف أنواعاً بحرية متنوعة.

وبمجرد أن يتم التخلي عن سدود المد والجزر الحجرية، يقل صيد الأسماك، ومع تحول اهتمام السكان المحليين إلى مصايد الأسماك الحديثة المدمرة، فإن جميع الجوانب المرتبطة بالتنوع الثقافي ستختفي أيضاً. ومن أجل الحفاظ على استدامة المجتمعات الساحلية، يجب ألا تفقد تنوعها الثقافي الحيوي؛ ويمكن استخدام سدود المد والجزر الحجرية كرمز لهذا التنوع أيضاً. تقوم شبكة اليونسكو الجامعية UNITWIN ببحث ودراسة دور سدود المد والجزر الحجرية في الحفاظ على التنوع الثقافي الحيوي.

يبدو أن التراث الثقافي تحت الماء المتمثل في سدود المد والجزر الحجرية كان رحمًا اصطناعيًا للأنواع البحرية وهو من أقدم طرق صيد الأسماك لدى الإنسان. ومن الضروري إجراء تحليل نوعي وكمي للبيانات الكمية والنوعية للبحث في دور سدود المد والجزر الحجرية كنظم بيئية بحرية. أما بالنسبة للأخير، فإن البحوث الأثرية والتاريخية هي الأكثر فائدة.

عندما تتم دراسة سدود المد والجزر الحجرية، فإن التعاون متعدد التخصصات بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية ضروري حقاً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يندرج علم الآثار والأنثروبولوجيا ضمن العلوم الاجتماعية، حيث يقدم علماء المحيطات أو علماء الأحياء البحرية البيانات العلمية الطبيعية على التنوع البيولوجي، بينما يجمع علماء الاجتماع بين البيانات العلمية الطبيعية والبيانات العلمية الاجتماعية ويستخدمونها لأغراض التصميم والتخطيط.