

يعتبر التحديد الكمي لقيمة خدمات النظام الإيكولوجي التي تقدمها أشجار المانغروف للمجتمعات المحلية عنصراً مطلوباً في مشاريع الكربون الأزرق. ويُسترشد بذلك في تصميم مخططات الدفع مقابل خدمات النظم الإيكولوجية. وبما أن التقييم الكامل يمثل تحدياً ومكلفاً، يتم اختيار الخدمات ذات الأولوية من خلال عملية تشاورية تشاركية مع المجتمعات المحلية. يتم جمع البيانات الأولية محلياً واستخراجها من خلال البحث الببليوغرافي والمقابلات. تؤكد النتائج على أهمية النظم الإيكولوجية الساحلية البحرية لدى صانعي القرار، حيث يمكن تفسير خسائر أشجار المانغروف على أنها خسائر رأسمالية.
يعد توافر البيانات المحلية والوطنية عاملاً حاسماً في التقييم الملائم لخدمات النظام الإيكولوجي. وحتى عندما لا تتوافر تلك البيانات قد توفر العلاقات مع المسؤولين المحليين معايير ومدخلات خبراء مفيدة. كما أن مشاركة المجتمعات المحلية في عمليات التشخيص لتحديد الخدمات ذات الأولوية وقياسها كمياً في وقت لاحق أمر مهم لضمان مشاركتها في العملية. ومن الضروري أيضاً وجود فهم واضح لسبل العيش المحلية.
قد تختلف التصورات المحلية لما يشكل خدمة نظام إيكولوجي "ذات أولوية" للتقييم عن تصورات مطوري المشاريع والباحثين. بالإضافة إلى ذلك، قد تحد قيود البيانات من نطاق دراسة التقييم. وبالتالي، قد يكون من الضروري التفاوض مع السكان المحليين خلال مرحلة التشخيص الأولي بشأن الخدمات التي تلبي احتياجاتهم واحتياجات المشروع والتي يمكن تقييمها. إن المجموعة الواسعة من الخدمات التي توفرها أشجار المانغروف والنظم الإيكولوجية الساحلية البحرية المحيطة بها تجعل من عملية التقييم الكامل عملية صعبة للغاية. وبالتالي، فإن معظم دراسات التقييم جزئية وتعتمد على مجموعة من الافتراضات ومجموعة متنوعة من الأساليب المختلفة. ومن المفيد للغاية إقامة علاقات عمل جيدة مع ممثلي الحكومة المسؤولين عن معالجة البيانات وأرشفتها، فضلاً عن فهم متين لتفاصيل سبل العيش المحلية ونماذج الأعمال التجارية، ولهذا السبب ينبغي إجراء دراسة سبل العيش بالتوازي مع ذلك.