تهيئة البيئة القانونية والتنظيمية المواتية للسندات الخضراء في زامبيا
      
            كان وضع التشريعات واللوائح التنظيمية هو الأساس لإنشاء سوق السندات الخضراء في زامبيا. تُعد المبادئ التوجيهية للسندات الخضراء لعام 2019 النتيجة الرئيسية لهذه العملية وهي بمثابة الإطار التنظيمي التمكيني لإصدارات السندات الخضراء في البلد. وقد تم نشرها رسميًا في الجريدة الرسمية وتم تطويرها بما يتماشى مع مبادئ السندات الخضراء الصادرة عن الرابطة الدولية لأسواق رأس المال (ICMA)، وهي بروتوكول طوعي لإصدار السندات الخضراء.
وتغطي المبادئ التوجيهية بشكل شامل متطلبات إصدار السندات الخضراء، بما في ذلك إشراك مراجع خارجي مستقل وتقديم إطار عمل مفصل للسندات الخضراء إلى هيئة الأوراق المالية والبورصة. يجب أن يشرح هذا الإطار معايير اختيار المشروع الذي سيتم استخدامه، وكيفية استخدام الأموال، وإدارة العائدات (الأموال التي يتم جمعها من بيع السندات)، وكيفية تحقيق الأهداف البيئية. وتعزز هذه العناصر مجتمعةً الشفافية والمساءلة وثقة المستثمرين.
واستكمالًا للمبادئ التوجيهية، تم أيضًا وضع قواعد إدراج السندات الخضراء التي توفر مسارًا تفصيليًا لجهات الإصدار لإدراج السندات الخضراء في بورصة لوساكا للأوراق المالية (LuSE). كما أنها تضع إجراءات لتقييم المؤهلات البيئية للسندات الخضراء والإبلاغ عن التأثيرات البيئية، مما يساهم في إيجاد سوق منظم.
إن تعبئة وتنسيق جهود جميع أصحاب المصلحة المعنيين في أسواق رأس المال والهيئات التنظيمية، مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات وبورصة لندن، أمر ضروري لوضع المبادئ التوجيهية والقواعد المرتبطة بها والموافقة عليها.
إن تطوير سندات خضراء تستند إلى تشريعات ولوائح واضحة، وآليات شفافة وخاضعة للمساءلة، والالتزام بالمعايير الدولية أمر بالغ الأهمية لبناء ثقة المستثمرين، وبالتالي ضمان نجاح السندات في تعبئة الموارد لمشاريع المناخ والتنوع البيولوجي. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة بالنسبة للبلدان التي يمكن أن تؤثر التصنيفات الائتمانية المنخفضة فيها على الجدارة الائتمانية المتصورة للسندات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير سوق السندات الخضراء عملية تستغرق وقتاً طويلاً وتتطلب مشاركة العديد من أصحاب المصلحة والمشاورات المستمرة. لذلك، من الضروري إدارة توقعات أصحاب المصلحة وتخصيص وقت كافٍ لكل مرحلة.
أخيراً، على الرغم من أن الإصدار الفعال للسندات الخضراء يجب أن يشمل مراجعين مستقلين، إلا أنه تم تحديد أن هذه الخبرة غير موجودة محلياً. وفي الوقت نفسه، فإن التعاقد مع مراجعين أجانب مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً. ومن ثم، من المهم أن تشمل مبادرات تطوير أسواق السندات الخضراء أيضاً مبادرات التطوير المهني لتدريب المراجعين المستقلين المحليين.