التقييم التشاركي لقابلية التأثر بالمناخ

والهدف من ذلك هو فهم مواطن الضعف أمام تأثيرات تغير المناخ. وبعد عملية موافقة حرة ومسبقة ومستنيرة مع أصحاب المصلحة، يحدد تقييم قابلية التأثر على مستوى المجتمع المحلي التهديدات والتأثيرات المناخية، ويقيّم التهديدات والتأثيرات على أصول سبل العيش في المجتمع المحلي ويحدد نقاط الضعف ومواضيع الاستجابة لقابلية التأثر.

في بيشنوبور، قام منسق محلي بدعم التقييم لمدة ستة أشهر. وقامت عاملة ميدانية من جمعية إدارة الموارد الطبيعية النسائية الشعبية في الهيمالايا بالتشاور مع النساء صاحبات المصلحة، حيث كان يُنظر إلى النساء العاملات في هذا المجال على أنهن غير مناسبات للتعامل مع النساء.

تسمح سلسلة من المصفوفات بجمع وتنظيم وتقييم واضح للمعلومات المتعلقة بتغير المناخ والمعلومات الاجتماعية والاقتصادية لتقييم نقاط الضعف. تعتمد كل مصفوفة على المعلومات التي تم جمعها في المصفوفة السابقة. وتعتمد المتغيرات المناخية والقطاعات المكشوفة التي تم تحليلها في المصفوفات على عوامل خاصة بالموقع.

يتم استكمال المصفوفات باستخدام البيانات الأولية والثانوية. وتأتي البيانات الأولية من التقييم الريفي التشاركي والبحوث العملية التشاركية. وتوفر المبادئ التوجيهية والخطط التشغيلية لمجموعات مستخدمي الغابات المجتمعية والمكاتب الحكومية على مستوى المقاطعات ومعاهد بحوث الغابات واستخدام الأراضي بيانات ثانوية.

وتستخدم مجموعات مستخدمي الغابات المجتمعية في نيبال عمليات تشاركية وتحتفظ بالمعلومات الاجتماعية والاقتصادية والفيزيائية الحيوية اللازمة لتقييمات الضعف. ويجب أن يكون أصحاب المصلحة على استعداد للعمل معًا - وقد دعمت الحكومة المحلية والوكالات القطاعية مثل مكتب الغابات في المقاطعة العملية في بيشنوبور. من الضروري وجود ميسر متمرس وحساس للسياق المحلي. كما يجب أن يكون على دراية بالجوانب المعقدة لقابلية التأثر بالمناخ في إطار التقييم، وأن يكون قادراً على خلق مساحة وفرص للاعتراف بأهمية أصوات المجتمع المحلي.

ويشكل الافتقار إلى البيانات التجريبية تحدياً أمام تنفيذ تقييمات قابلية التأثر على المستويين المجتمعي والمحلي. ويمكن أن تساعد الأدوات التشاركية لرسم خرائط الاتجاهات المناخية في التغلب على هذا التحدي إلى حد ما. وتبقى الأدلة التجريبية مهمة لتحليل المعلومات التي يتبادلها أفراد المجتمع المحلي والتحقق من صحتها.

على سبيل المثال، فسر مجتمع بيشنوبور الاتجاهات المناخية على أنها تؤدي إلى الجفاف. فقد انخفضت أيام هطول الأمطار، لكن بيانات الأرصاد الجوية أظهرت أن هطول الأمطار بشكل عام قد ازداد. وبعد إطلاع المجتمع المحلي على هذه النتيجة، أعطى المشروع الأولوية لإدارة المياه والتقاطها كمجال تدخل رئيسي.

يمكن أن تكون عمليات تقييم قابلية التأثر بالمناخ فرصة لزيادة الوعي حول تغير المناخ بين أفراد المجتمع وأصحاب المصلحة الآخرين. وقد تمت دعوة ممثلين من الحكومة المحلية والوكالات القطاعية في عملية تقييم قابلية التأثر في بيشنوبور. وقد ساهموا في التحليل واستفادوا من الفهم الدقيق لكيفية تأثير تغير المناخ على المجتمعات المحلية والإجراءات التي يجب اتخاذها. وقد ساعد ذلك في تأمين دعمهم لتنفيذ تدخلات التكيف.