تعزيز الإشراف المجتمعي على الطبيعة: تحقيق التوازن بين سبل عيش المجتمع المحلي والحفاظ على التنوع البيولوجي في تشيمانيماني كيبا في زمبابوي
تقع جبال شيمانيماني في شرق زيمبابوي. وهي واحدة من المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي في البلاد وهي موطن للعديد من النباتات والطيور المستوطنة والمهددة بالانقراض. وعلى غرار العديد من المناطق في الجنوب الأفريقي، تواجه تشيمانيماني تهديدات متصاعدة من إزالة الغابات والحرائق والأعاصير، مما يعرض تنوعها البيولوجي الغني للخطر. يهدف مشروع تعاوني بين بيردلايف زيمبابوي (BLZ) وصندوق تسورو ترست إلى معالجة بعض هذه التحديات من خلال تحقيق التوازن بين احتياجات الحفاظ على البيئة وسبل عيش المجتمع المحلي وبالتالي تعزيز التواصل بين الناس والتنوع البيولوجي. واستهدفت المبادرة ثلاثة مجتمعات متجاورة في شيكوكوا وتشارلز وود-تيلبوري ونغانغو، حيث دربت المبادرة أصحاب المصلحة والمجتمعات المحلية على رصد التنوع البيولوجي وسبل العيش المستدامة وإدارة الأعمال الزراعية. كما أنشأت مشاريع لتربية النحل، وبنت مركزين لتجهيز العسل، وأجرت عمليات ترميم للمناظر الطبيعية. وحسّن المشروع بشكل مباشر سبل العيش لأكثر من 120 أسرة معيشية وعزز قدرات أصحاب المصلحة المحليين في إدارة التنوع البيولوجي.
السياق
التحديات التي تمت مواجهتها
تشمل التهديدات الرئيسية التي تواجه التنوع البيولوجي في تشيمانيماني إزالة الغابات والحرائق وفقدان الموائل وتجزئتها وأنواع النباتات الغريبة الغازية والآثار الشاملة لتغير المناخ. في عام 2019، عانت تشيمانيماني من الآثار الكارثية لإعصار إيداي الذي عطل سبل العيش البشرية والنظم الإيكولوجية على حد سواء. وزاد هذا الاضطراب من الضغط على المنطقة المحمية والمناطق البيئية داخل المنطقة العازلة. وبينما كانت المجتمعات المحلية تتعافى من الإعصار، تفاقم الوضع أكثر بسبب جائحة كوفيد-19، مما زاد من الاعتماد على الموارد الطبيعية. تم تحديد تعزيز سبل عيش السكان حول المنطقة المحمية وإشراك هذه المجتمعات في مراقبة الموقع واستعادة الموائل كأولويات رئيسية لتحسين الحفاظ على محمية جبال تشيمانيماني في منطقة جبال شيمانيماني. وبالتالي، أعطى المشروع الأولوية لتعزيز سبل العيش، وتعزيز قدرة أصحاب المصلحة المحليين على الإدارة الفعالة للمنطقة المحمية والمناطق البيئية المحيطة بها، وبالتالي تعزيز الصلة الأعمق بين الناس والتنوع البيولوجي.
الموقع
العملية
ملخص العملية
وقد أرسى تقييم الاحتياجات التشاركية أساساً قوياً من خلال مواءمة أولويات المشروع، مثل تربية النحل والتدريب، مع تطلعات المجتمع المحلي، مما يضمن ملاءمتها ومقبوليتها. وأدى ذلك إلى إثراء الأنشطة اللاحقة، والتي تم تعزيزها من خلال الشمولية في صنع القرار. من خلال إشراك أصحاب المصلحة المتنوعين في منصات مثل الفريق الاستشاري الصغير والمتوسط ولجان المشروع، عززت العملية الثقة والتعاون والمساءلة، مما سمح بدمج وجهات نظر متنوعة في التخطيط والتنفيذ.
وقد أدى بناء القدرات، مسترشداً بهذه الخطوات الأولية، إلى تزويد المستفيدين بالمهارات الأساسية في مجالات مثل إدارة المشاتل وإضافة القيمة، مما مكنهم من تولي ملكية مكونات المشروع. وساهم هذا التمكين بشكل مباشر في غرس روح الإشراف، حيث تطوع أفراد المجتمع المحلي بالعمل والموارد والوقت للأنشطة.
كما وفرت عملية الرصد والتقييم المنتظمة حلقة تغذية راجعة مستمرة، مما أتاح إجراء تعديلات في الوقت الحقيقي على أنشطة المشروع بناءً على مدخلات المجتمع المحلي. وعززت هذه العملية التكرارية العلاقات بين أصحاب المصلحة وضمنت بقاء المشروع متكيفًا وملائمًا ومستدامًا، حيث عززت كل كتلة من كتل المشروع الكتل الأخرى وبنت عليها لتحقيق أقصى قدر من التأثير.
اللبنات الأساسية
1 - تقييم الاحتياجات التشاركية
وضمنت هذه اللبنة الأساسية أن يكون المشروع مدفوعاً من المجتمع المحلي من خلال تحديد الأولويات مثل تربية النحل والتدريب. ومن خلال مواءمة أهداف المشروع مع سياسة تشيمانيماني بشأن تغير المناخ وإدارة مستجمعات المياه وخطط تنمية الأحياء، عكس المشروع تطلعات المجتمع المحلي وقدم إطاراً لتوجيه التدخلات. وقد وفرت هذه العملية خط أساس قوي وتشاركي لتصميم المشروع الذي بُني عليه نجاح المشروع.
2 - الشمولية في صنع القرار
وضمنت عملية لجنة المشروع التشاركية ومنصات مثل الفريق الاستشاري للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم مساهمة مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية، بأفكارهم. وقد مكّن هذا النهج الشامل جميع المشاركين من أن يكون لهم رأي في تشكيل الأنشطة، مما عزز التعاون والمساءلة. وقد أدت الشمولية إلى بناء الثقة وتعزيز نتائج تقييم الاحتياجات من خلال دمج مجموعة واسعة من وجهات النظر في تخطيط المشروع وتنفيذه.
3 - بناء القدرات
زودت الدورات التدريبية المستفيدين بمهارات في تربية النحل، والقيمة المضافة، وإدارة المشاتل والترميم. عزز هذا التمكين الملكية المحلية، مما مكن أفراد المجتمع المحلي من إدارة مكونات المشروع مثل المشاتل والمناحل والحفاظ عليها بشكل مستقل. وقد استرشدت الدورات التدريبية بالاحتياجات التي تم تحديدها ودعمها من خلال عملية صنع القرار الشاملة، مما يضمن ملاءمة المشروع ومشاركة المجتمع المحلي.
4 - غرس الشعور بالإشراف بين أفراد المجتمع المحلي
وقد عززت الأنشطة التطوعية، مثل بناء مراكز معالجة العسل، وزراعة الأشجار، وإنشاء المشاتل، من ملكية المجتمع المحلي. وجسدت المساهمات مثل الطوب والحجارة الاستثمار المحلي في نجاح المشروع. وقد حفزت الإشراف أفراد المجتمع المحلي على استدامة المشروع بعد مرحلة التنفيذ الأولية. كانت الإشراف ثمرة التخطيط التشاركي والشمولية وجهود بناء القدرات، مما عزز استدامة المشروع وملكيته.
الدرس المستفاد
كان الإشراف ثمرة التخطيط التشاركي والشمولية وجهود بناء القدرات، مما عزز استدامة المشروع وملكيته.
5. الرصد والتقييم المستمران
سمحت المشاركة المنتظمة بتقييم التأثيرات والتعديلات بناءً على التغذية الراجعة، مما يضمن بقاء المشروع متوافقاً مع احتياجات المجتمع المحلي وأهدافه. عزز الرصد العلاقات بين المنفذين والمستفيدين، مما أدى إلى بناء الثقة والمساءلة.
الدرس المستفاد
وأغلق التقييم المستمر الحلقة من خلال دمج الدروس المستفادة في عملية صنع القرار وبناء القدرات والتنفيذ، مما يضمن بقاء المشروع متكيفاً وذا صلة بالموضوع.
التأثيرات
وقد حقق المشروع آثاراً كبيرة في تعزيز إدارة التنوع البيولوجي وتعزيز سبل العيش الخضراء واستعادة النظم الإيكولوجية في منطقة تشيمانيماني. وقد تم تعزيز قدرات 51 من أصحاب المصلحة، بما في ذلك موظفي المناطق المحمية والإدارات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية، من خلال التدريب على مختلف النهج المتبعة في حفظ التنوع البيولوجي.
تبنت المجتمعات المحلية المستهدفة تربية النحل ووسعت بعضها من نطاقها كمصدر رزق مستدام، واستفاد من ذلك 171 شخصاً (72 من الإناث و99 من الذكور). تم توزيع أكثر من 550 خلية نحل، حيث تم استعمار أكثر من 50 في المائة منها، وأنتجت ما معدله 20 كيلوغراماً من العسل الخام لكل خلية بحلول نهاية المشروع. تم إنشاء مركزين لمعالجة العسل، لإضافة قيمة مضافة لزيادة الميزة التنافسية للمبيعات. استفاد 120 مشاركاً من التدريب على مخططات الادخار والإقراض الداخلي (ISLS)، مما سهل إعادة الاستثمار في تربية النحل ومبيعات أشجار المشاتل التي حققت مجتمعةً 1,650 دولاراً أمريكياً في الجولة الأولى. كما مكّن التدريب على إدارة الأعمال 85 مشاركاً من توسيع نطاق المشاريع الصغيرة.
وكانت جهود استعادة النظام الإيكولوجي مؤثرة بنفس القدر، حيث تم استعادة 80 هكتاراً من الأراضي المتدهورة في المجتمعات المحلية المستهدفة من خلال رسم الخرائط التشاركية وإنشاء مشاتل لإعادة التشجير والمناطق البيئية داخل المجتمعات المحلية. وقد عززت هذه الجهود الإشراف طويل الأجل ومكّنت المجتمعات المحلية من أجل الاستدامة.
المستفيدون
وكان المستفيدون المباشرون 180 أسرة في مجتمعات شيكوكوا وتشارلز وود-تيلبوري ونغانغوو، وكذلك بعض الوكالات الحكومية من خلال إدارة النظم الإيكولوجية وسبل العيش المستدامة وتعميم مراعاة المنظور الجنساني. تم إشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين من خلال ورش العمل.
أهداف التنمية المستدامة
القصة
اتسمت حياة ميجوري ماجوموي البالغة من العمر 51 عامًا في مجتمع شيكوكوا في قرية كوباتانا بالصمود والعمل الجاد. وباعتبارها أرملة تعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، فقد واجهت تحديات يومية لتوفير ما يكفي أسرتها. فقبل المشروع الممول من برنامج بيوباما، كان لدى أسرتها ثلاث خلايا نحل، كانت تبيع إنتاجها للبائعين والتجار المحليين بأسعار زهيدة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتنويع مصادر دخل أسرتها، إلا أن أرباحها لم تكن كافية لتغطية احتياجات أسرتها.
غير أن المشاركة في المشروع كانت بمثابة نقطة تحول في حياة مجوري. وكان أحد الأنشطة الرئيسية التي استفادت منها هو التدريب على تربية النحل وبناء خلايا النحل الذي أجري في شيكوكوا في أبريل/نيسان 2023. وقد زوّد التدريب الذي استمر يومين ميجوري بالمعرفة حول الأساليب القياسية لتربية النحل وبناء الخلايا وإدارة النحل التي لم يسبق لها أن تعرضت لها في حياتها. تعلمت مجوري كيفية تحسين إنتاجية خلايا النحل وجودة العسل، الأمر الذي ساعدها بدوره على زيادة جودة العسل وكميات العسل من أنشطة تربية النحل التي تقوم بها. وكجزء من التدريب، تعرفت مجوري وأفراد المجتمع المحلي الآخرون أيضاً على فن بناء خلايا النحل باستخدام التقنيات والأدوات الحديثة. وقد سهّل المشروع توزيع الأخشاب ومواد صنع خلايا النحل، مما مكّنها وجيرانها من إنشاء المزيد من خلايا النحل على مستوى الأسرة. ونتيجة لذلك، تمكنت من زيادة مخزون خلايا نحلها من 3 خلايا فقط إلى ما مجموعه 13 خلية نحل.
وبالإضافة إلى تربية النحل، امتدت مشاركة مجوري في المشروع لتشمل تجهيز العسل. ففي عام 2023، استفادت من التدريب في مجال ريادة الأعمال التجارية الزراعية الصغيرة، والذي تضمن مهارات حيوية في التسويق والقيمة المضافة. ومع إنشاء مراكز لتجهيز العسل في شيكوكوا، أصبح لدى Mejury الآن إمكانية الوصول إلى البنية التحتية اللازمة لتجهيز العسل محلياً وتحقيق أسعار أعلى وبالتالي زيادة دخل أسرتها. قبل المشروع، شهدت Mejury أنها كانت تبيع العسل الخام بأسعار منخفضة، أما الآن، ومع مركز تجهيز العسل الذي تم إنشاؤه حديثاً، فهي الآن تقوم بتجهيز عسلها، مما يضمن جودة أفضل ومبيعات أكثر ربحية.
واليوم، أصبحت أسرة Mejury أكثر مرونة ومن المقرر أن تنمو أكثر مع استمرار ازدهار مبادرتها لتربية النحل. إن قصة Mejury هي شهادة على القوة التحويلية للمشروع الممول من Biopama، والذي لم يمكّنها اقتصاديًا فحسب، بل غرس فيها أيضًا التزامًا عميقًا بالإشراف على الأرض التي تدعم مجتمعها.