وفي بلد محب للأسماك مثل ملاوي، حيث الأسماك هي المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني، ولكن غلة مصايد الأسماك في انخفاض، فإن الأمل والجهد الكبير معقود على تنمية تربية الأحياء المائية. ويمكن أن يسهم تحسين الوصول إلى الأسماك واستهلاكها بانتظام، وهي مصدر مهم للبروتين والمغذيات الدقيقة الأساسية، مساهمة مهمة في التغلب على تحديات التنمية. وانعدام الأمن الغذائي هو أحد أكبر التحديات من حيث الصحة العامة. وتتأثر النساء والأطفال بشكل خاص بسوء التغذية. ويمثل توسيع وتعزيز تربية الأحياء المائية المستدامة نهجاً مهماً لتلبية الطلب المتزايد على الأسماك.
وتتطلب هذه التنمية - من بين العديد من الجوانب الأخرى - الابتكارات التي تساهم في إتقان التحديات في هذا القطاع بنجاح. ومع التركيز على تربية الأحياء المائية في المناطق الريفية، يقدم مشروع سلسلة قيمة تربية الأحياء المائية من أجل زيادة الدخل والأمن الغذائي في ملاوي، وهو جزء من البرنامج العالمي "مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة" في إطار المبادرة الخاصة "عالم واحد - لا جوع" التابعة لوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، التدريب التقني لـ 4500 من صغار المنتجين في ملاوي. وتساعدهم تربية الأسماك على تحسين الدخل والأمن الغذائي على حد سواء.
ويتمثل أحد التحديات الشائعة والمعقدة في تربية الأحياء المائية الريفية في استخدام إصبعيات البلطي المختلطة الجنس في نظم منخفضة المدخلات. ويعني ذلك أن المزارعين لا يتوفر لديهم سوى مجموعة وكمية محدودة من المنتجات الزراعية الثانوية المتاحة لتغذية أعداد الأسماك المتزايدة بسرعة في البركة. ويؤدي ذلك إلى زيادة المنافسة على الأكسجين والغذاء، مما يؤدي إلى ضعف معدلات النمو وغالباً ما يؤدي إلى تسارع النضج الجنسي. وبناءً على ذلك، غالبًا ما تتكون المحاصيل النهائية من أسماك صغيرة إلى حد ما، وهو ما لا يلبي التوقعات الواسعة الانتشار لحصاد أسماك صالحة للأكل - "ملء الصحون" - من تربية الأحياء المائية.
ونظراً لعدم توافر أو عدم توفر أو حظر الإصبعيات أحادية الجنس، وعلف الأسماك وأجهزة التهوية في تربية الأحياء المائية الريفية، واجه المشروع تحدياً يتمثل في إيجاد حل بديل لتحسين إنتاجية تربية الأحياء المائية الريفية ومساهمتها في تغذية الأسر المعيشية.